الأحد، 23 نوفمبر 2008

من صيغة الأنثى.. إلى صيغة مواطن!!


المنامة هالة كمال الدين

الإشادة التي جاءت على لسان الرئيس الأمريكي جورج بوش بتطور واقع المرأة البحرينية، وتأكيده أن سيدة الأعمال البحرينية هدى جناحي التي أدرجت على قائمة أقوى سيدات الأعمال في العالم تعد مفخرة للنساء في العالم العربي، إن دلت على شيء فإنما تدل على ما حظيت به المرأة البحرينية من دعم وتقدير خلال السنوات الأخيرة التي انطلق خلالها المشروع الإصلاحي للملك. فبالفعل استطاعت المرأة البحرينية خاصة والخليجية عامة خلال الفترة الأخيرة أن تضع قدميها على الطريق، وان تنطلق في عالم السياسة والاقتصاد بخطى ثابتة، وذلك رغم وجود الصيحات التي تطالب بتكسير أجنحتها، إلا أنها وبفضل عزمها على التحليق في عالم الانجازات، تمكنت من أن تترك بصماتها، حتى لو كانت بصمات باهتة في بعض الأحيان!
هذا ما أكده أيضا كتاب (تمكين المرأة الخليجية، جدل الداخل والخارج) من تأليف فاطمة حافظ والصادر عن مركز الإمارات للدراسات والذي نشر مؤخرا في جريدة أخبار الخليج ملخص لمضمونه. تقول المؤلفة ان منطقة الخليج العربي شهدت مع بداية الألفية الجديدة تطورات حثيثة يمكن وصفها بأنها الأبرز على صعيد تمكين النساء في العالم العربي بأسره، ففي بضع سنين فاق حجم المتغيرات وما خلفته من تأثيرات جملة ما تحقق في أوضاع النساء طوال عقود، وتحديدا منذ انتهاج دول هذه المنطقة سياسة تعليم الفتيات. ما يشد الانتباه من وجهة نظر الكاتبة هو تبني جهات عديدة داخلية وخارجية سياسة تمكين المرأة في الخليج، مما يحمل دلالتين، الأولى وجود تغير بنيوي طرأ على رؤيتها المتعلقة بادوار النساء ووظائفهن بالتحول من صيغة الأنثى إلى صيغة المواطن، وذلك بعد المرور بأزمات عميقة لتقبل هذا التحول، والدلالة الثانية ترتبط بالتأييد الجارف الذي باتت تلقاه سياسة تمكين المرأة الخليجية من قبل جهات ومؤسسات أجنبية، حيث احتلت قضية تمكين المرأة الخليجية في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر موقعها على أجندة السياسة الغربية، وفي القلب منها الولايات المتحدة الأمريكية. لعل أهم ما تطرقت إليه الكاتبة هو تأكيدها أن أوضاع النساء في دول الخليج تظل رهنا بالإرادة السياسية للدولة، ولا يحكمها التصديق على المواثيق والمعاهدات الدولية، بدليل أن قطر وعمان لم توقعا اتفاقية مناهضة كل أشكال العنف ضد المرأة (السيداو)، ورغم ذلك تصنف أوضاع المرأة بهاتين الدولتين بأنها الأفضل خليجيا. إذن العبرة ليست بالقوانين والاتفاقيات.. وإنما بالإرادة والقناعة.. والثقافة السائدة..! فهنيئا لهدى جناحي.. ولكل امرأة انتصرت في معركة التمكين!
نشر بجريدة أخبار الخليج

ليست هناك تعليقات: