السبت، 8 فبراير 2014

مائة عام ونيف .. لم نبرح المكان

لا يحتاج الإنسان إلى اطلاع واسع أو بحث معمق حتى يدرك أن مشكلاتنا كعرب منذ قرنين من الزمان على الأقل لا تزال كما هي وكأنها وجدت لتبقى لا لكي تحل، نعم قد تستجد مشكلات وقد تطرأ عوارض محدثة تغييرات على هذه المشكلات لكن التغير يظل شكلانيا ويبقى جوهر المشكلة قائما كما هو وكأن السنوات لا تنقضي والعقود لا تنطوي والأجيال لا تتبدل.

منذ أكثر من قرن من الزمان كتب ابن حلب الشهباء عبد الرحمن الكواكبي عن الحرية العزيزة المنال، ووصفها بعبارة لا أنساها قائلا: الحرية هي ما حرمنا معناه حتى نسيناه وحرم علينا لفظه حتى استوحشناه.

منذ أيام كنت أتحدث عبر الشات إلى أحد الحلبيين من أحفاد الكواكبي والذي يعمل للمفارقة أستاذا جامعيا، فإذا
به يقطع الحديث ليسألني باعتباري مصرية: هي الحرية طعمها إيه؟؟

لحظات قصيرة ورحت في البكاء لقد صدمت من عفوية السؤال وقوته ومما انطوى عليه من أننا جميعا لم نحيا الحرية قط بل تشوقنا إليها وحسب ، وشعرت بغصة شديدة لن أنساها، وأخذت اتساءل أي أوطان نحيا فيها، أبعد كل هذه السنوات لازلنا نصرخ في تونس ومصر وسورية وبقية الدول العربية ونهتف حرية حرية ، ألم يكن أجدر بعد هذه السنوات الطوال أن نصرخ بهتافات أخرى عن دورنا في العالم، ومصائر النهضة وغيرها.

أسفى على عقود طوال وعلى أجيال مضت وتساءلت عن الحرية ولا إجابة  حتى اللحظة.